tg-me.com/Doctor_headache/949
Last Update:
دائماً ما أراهم يكتبون عن الحب ويتغزلون بالكلمات ، يداعبون الأحرُف ويشكلون نصوصا غزلية وكأنها معاشة بمشاعرها بالفعل وفي الواقع تكون في أغلب الأحيان ملفقة ولا تمت لمشاعرهم بِصلة ؛ هم فقط ينثرون خيالاتهم وأحلامهم على رصيف الكتابة ، أتساءل كيف يمكن للشخص الكذب في مشاعره وأن يكتب حول مواضيع لم يجربها أو لم يشعر بها من قبل ، أو أن يكتب عكس ما يشعر تماماً هنا الكارثة الحقيقية ، كأن يكتب عن السعادة ذلك الغارق في عمق الحزن .. كيف يستطيع إيتا السعادة حقها في النصوص المكتوبة بمرارة الحزن ووجع اللحظات سيتقافز الأسى بين الكلمات بلا شك ، فلا يمكن لأحد تزييف مشاعره إلى هذا الحد ، أن تطلق ضحكة مغصوبه لتخبئ حشرجة الغصات من خلفها هناك تكمُن معاناتك .. عندما لاتفلح في تجفيف سيل عينيك وهي تتساقط على الورقة وتختلط بحبر الكلمات ليتحول إلى نهرٍ صغيرٍ أسود يشق طريقة ليُدنس بياضها ، كيف تستمر في معركة أنت تعلم سلفاً أنك الطرف الخاسر فيها بكل تأكيد ، أن تكتب عن مشاعر لم تخلق لك تلك جريمة في حق روحك ، جرب لو تكتب عن التفائل مثلاً أو عن النجاح وكل ماحولك يدعوك للإحباط واليأس ستولَد نصوص ركيكة المعنى لأن داخلك لايؤمن بهذا الشيئ في الأساس ، كل النصوص والجُمل التي لا تعبر عن شخصية كاتبها أو لا تحمل جزء من روحه بين كلماتها لا حاجة لها ، لأنها ببساطة لن تشد القارئ لها ولن تلامس قلبه ، في النهاية لكل شخص أسلوبه في وضع خواطره وطرح فكرته ؛ وبعض الأشخاص يلجأون للكتابة لعيش أحلامهم وأفكارهم بعيداً عن الواقع .. الكتابة مأوى الحالمين والمتعبين في نفس الوقت .. لأنها تلبي ما عجز الواقع عنه ، أنا عن نفسي لست قادرة على كتابة شيء لم أشعر به أو لم يلامس قلبي .. عندما أكتب أتجرد عن كل ماحولي أسمع صوت روحي فقط ، كتاباتي وليدة اللحظة ما إن أبدا في فكرة أنتهي بأخرى .. هكذا هي مشاعري المشتته تنعكس على جُملي ، أكتب لأخفف ثُقل الحياة على كتفي ، أهرب إليها كل ما واجهتني مشكلة أرتب فوضى أفكاري عبرها ، أجعلها مقبرة لمشاعري السلبية .. ما لا أريده أكتبه وللتخلص منه أصلبُه في أخر السطر قبل نقطة النهاية .
#Rehab
#Thamar_University
BY صداع طبيب | headache
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/Doctor_headache/949